الرئيسية / الاخبار / الإمارات / العرب والتحولات الكبرى

العرب والتحولات الكبرى

يعيش العرب والعالم عصر تحولات كبرى في النظام الدولي في مرحلة قد تكون الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية؛ حيث تنفجر الصراعات والحروب، ويتعرض العالم لأسوأ كارثة مناخية تهدّد الوجود البشري على الأرض، واختلال في الأمن الغذائي، وتداعيات وباء «كورونا»، وتهديد الإرهاب والتطرف الذي لا يزال يشكّل خطراً داهماً في معظم دول العالم، وخصوصاً في منطقتنا، إضافة إلى الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي يعانيها أكثر من قطر عربي.

كل هذه الأزمات تتجمع معاً، لتشكّل تحدياً وجودياً للعالم، الذي عليه أن يحدّد الوسائل لمواجهتها، والخروج منها بأقل الخسائر الممكنة.

وبما أن العرب هم في قلب هذه التحولات، نظراً لموقعهم الجغرافي وأهميتهم الجيوسياسية، بما يمتلكون من ثروات، وخصوصاً في قطاع الطاقة الذي بات يشكل إحدى وسائل الصراع، فإنهم مطالبون بمواقف حاسمة، وخيارات لا بد منها تجاه كل هذه التحديات، كي لا يتحوّلوا إلى ضحايا على مذبح أطماع الآخرين، أو إلى أدوات في خدمة هذا الطرف أو ذاك.

نحن في الواقع أمام مرحلة مفصلية وحاسمة لا مكان فيها للتقاعس، أو الانتظار أو المراقبة. نحن في قلب هذه التحولات، ولا بد من أن يكون لنا دور في تحديد مسار هذه التحولات التي لن ترحم الضعفاء أو الذين يقفون على رصيف الانتظار.

نحن لدينا كل الإمكانات والقدرات التي تمكّننا من مواجهة التحديات والمخاطر، وأن نكون رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه بشرط أن نمتلك الإرادة والقرار.

لقد قدّمت قمة الجزائر الأخيرة فرصة للعرب لأن يقرروا ويحدّدوا أين يجب أن يضعوا أقدامهم بثبات، وأن يكونوا في موقع القوة الذي يجب أن يكونوا فيه، حتى لا تجرفهم عاصفة التحولات الكبرى.

في «إعلان الجزائر» الذي صدر عن القمة، ملامح توجه عربي جديد لمواكبة التطورات العالمية، وتحديد الأولويات المتعلقة بقضايانا المصيرية، مثل القضية الفلسطينية، والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وتأكيد تعزيز العمل العربي المشترك لحماية الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل، بكل أبعاده السياسية والغذائية والمائية والطاقوية والبيئية، وضرورة حل الأزمات التي تعانيها بعض الدول العربية بالوسائل السلمية، وأهمية تجسيد مشروع التكامل الاقتصادي العربي، وكذلك تأكيد بناء علاقات سليمة ومتوازنة بين المجموعة العربية والمجتمع الدولي، على أسس احترام قواعد حسن الجوار والثقة والتعاون، وفق ميثاق الأمم المتحدة.

وفي الحرب الأوكرانية تم تأكيد مبادئ عدم الانحياز، ونبذ استعمال القوة، وتفعيل خيار السلام. وفي أزمة الطاقة تأكيد لضمان استقرار الأسواق العالمية للطاقة، وتثمين السياسة المتوازنة التي انتهجها تحالف «أوبك +».

كلها عناوين ومواقف إيجابية لقضايا تشغلنا وتشغل العالم، لكن هذا لا يكفي وحده. المطلوب أن يقترن القول بالفعل، وأن تترجم القرارات إلى واقع من خلال الجامعة العربية التي عليها أن تنتفض على نفسها، وتأخذ دورها المفترض في المتابعة والتنفيذ، فالوقت داهم ولا يحتمل الانتظار.

عن salah

شاهد أيضاً

الغياب.. ظاهرة تؤثر في التحصيل الدراسي وتسبب فجوة بين الطلاب

١٦ اكتوبر باتت ظاهرة غياب الطلبة عن المدارس لأسباب غير مبررة، أحد أهم التحديات المهمة …