تحيا مصر

يوجد لدينا في منطقة الخليج العربي وجزيرة العرب مثل يقول “كلٌ يقرب الجمر لقرصه” وتفسير هذا المثل هو عندما نلتقي في الصحراء ونصنع القرص وهو عبارة عن رغيف من الخبز تحت حرارة الجمر، يقوم كل شخص بتقريب الجمر على قرصه لكي يضمن نضج عشاءه. وهذا المثل يستنكر فعليا بمن يحرك الجمر بداعي الانانية ويحث على تضافر الجهود لتوحيد الصف. ومن الطبيعي أن تقوم الحكومات العربية حاليا بتكثيف جهودها لجلب الاستثمار العالمي نحو الفرص التي استحدثتها لتنموا هذه الدول وتعزز مكانتها الاقتصادية. وأعتقد أن دولة الامارات هي أفضل مثال لجذب الاستثمارات الأجنبية وخاصة إلى إمارة دبي، مما يعزز مكانة دولة الامارات اقتصاديا ويدعم نموها المستمر. ونشهد في هذا العصر خطوات جبارة لدول شقيقة في مجال جذب الاستمارات العالمية نحوها مثل تطور الاقتصاد القطري والأنظمة الاقتصادية الحديثة في سلطنة عمان وريادة المملكة العربية السعودية للمنطقة في ضخ الأموال لإعطاء المواطن السعودي والخليجي فرص اكثر للمنافسة في الفرص الاستثمارية في السوق السعودي الواعد. وإن كانت دول الخليج تقرب الجمر لقرصها، وتتنافس لتقوية اقتصاداتها القوية أصلا، إلا أن الفرص الاستثمارية الموجودة في مصر تبقى أولوية لدول الخليج وخصوصا الامارات والسعودية. فقوة مصر هي قوة للعرب.

ومن خلال متابعة البرامج الاقتصادية التي تعمل عليها وزارة الاقتصاد المصرية لجذب الاستثمارات العالمية لأم الدنيا، نجد أنها عملت على تصنيف الفرص الاستثمارية الموجودة فعليا في مصر عبر موقع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومن خلال صفحات الانترنت المدعومة بخريطة تفاعلية، يمكن للمستثمر تحديد مكان الفرص الاستثمارية على خريطة مصر والجهات التي يمكن التعامل معها للمضي قدما في الاستفادة من تلك الفرص. والجميل أيضا في هذا الموقع الالكتروني تحديد القطاعات بحسب التصنيف مثل قطاع التشييد والبناء والعقارات الذي يحتوي على 104 فرص استثمارية واعدة، وقطاع الزراعة واستصلاح الأراضي الذي يتضمن 79 فرصة استثمارية في قطر عربي حباه الله بنهر عظيم وشعب أبي يتسم بالمثابرة والعمل الجاد. وإن كنت استغرب قلة الفرص الاستثمارية في قطاع الغزل والنسيج ونحن من نتغنى بالقطن المصري ونفتخر بأنه يتكلم عربي. 17 فرصة استثمارية في قطاع الغزل والنسيج تعتبر قليلة جدا في بلد بحجم مصر. وعلى الرغم من ان اغلب هذه الفرص هي عبارة عن مشاغل نسيج للفتيات، إلا أن مصر لديها حجم من الفرص الاستثمارية في هذا المجال أكبر بكثير من مشاغل نسيج الفتيات.

وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الفرص الاستثمارية في مصر، إلا إن بوصلة الاستثمار الأجنبي لم تتوجه بعد إلى مصر. نعم، الامارات والسعودية أكثر المؤمنين باقتصاد مصر الواعد، ولكن على الاعلام المصري دفع عجلة التسويق بسرعة والتركيز على استهداف المستثمر العربي للاستفادة من تلك الفرص التي سوف يعود نفعها على المواطن المصر وأشقائه العرب. ففي الأعوام القليلة الماضية تضاءل الاستثمار العالمي في الصين بسبب جائحة كرونا. والبديل الأمثل هو بلا شك مصر.  فمصر هي قلب العالم جغرافيا، وتمتلك كل المقومات لتأخذ مكان المصنع الصيني، وفيها خير جند الله. فلا يكفي فقط أن نرفع الشعارات ونقول تحيا مصر بدون عمل متكاتف لتقوية اقتصاد مصر. نعم سنبقى على العهد دائما شعارنا تحيا مصر وتحيا الوحدة العربية. فأنا تعلمت من زايد الخير حب مصر. ولدي يقن بأن الدول العربية إذا اتحدت اقتصاديا، فسوف يعود بالنفع للمواطن والوطن العربي. للمصريين نقول تحيا مصر، ومن أبوظبي نقول، عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا.

 

ياسر المهري

عن Admin 02

شاهد أيضاً

الناجح يرفع إيده

خلال الأيام القادمة سينتهي الطلاب من السنة الدراسية 2022 – 2023 وتتوجه الأنظار إلى النتائج …