mediainموقع إخباري إقتصادي
10 أكتوبر 2022
حبا الله سبحانه وتعالى الجزيرة العربية بشعوب طيبة وكريمة انتهجت التسامح كأسلوب حياة للتعايش مع ذاتها والتسامح مع الغير. (وكما تكونوا يولى عليكم). ولأننا نفتخر بطيبنا وكرمنا انعم الله علينا بحكام يديرون الدفة برزينة وسخاء. والحمد لله على نعمة الأمن والأمان التي سهلت علينا تطورنا لنكون اليوم ضمن أقوى دول العالم في المجالات الخمس الأساسية في قوام الدول؛ السياسة الرزينة، الاقتصاد الواثق، القانون العادل، الدفاع المتين، والاعلام الهادف. وعلى الرغم من عدم تحقيق بعض أهداف الإعلام العربي، إلا أن مكتسبات الدول العربية من الإرث الإعلامي الحكومي قد يساهم في تطور الإعلام العربي ليتمكن من تأدية دورة في توعية المجتمع للحفاظ على جزيل النعم.
وخلال مواجهة أزمة كورونا، شككت الشائعات بقدرة الدول العربية في تأمين الغذاء والدواء لشعوبها، فكان رد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله (لا تشيلون هم). وصدق بو خالد كعادته والحمد لله مازالت شعوبنا تهنأ بتوفر الغذاء والدواء. ومع دخول العالم إلى منعطف صعب آخر خلال الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت ملامح أزمة أخرى تهدد بتحيز العالم إلى قطبين متناحرين وحرب طويلة ليس لنا فيها لا ناقة ولا جمل. والجدير بالذكر هنا أن الدول العربية اليوم ليست كما كانت قبل قرن من الزمان. أصبحت الدول العربية قوى عظمى تؤثر في الاقتصاد العالمي وتتأثر. ومن أمثلة محاولات التأثير على الدول العربية، الدعوات الأخيرة لممثلي الحزب الديمقراطي الأمريكي عبر الإعلام بالمطالبة بإيقاف بيع السلاح الأمريكي إلى السعودية لحث أوبك + على زيادة الإنتاج، وهذه المطالبات تعتبر عوامل تأثير إعلامي قوي لا يقابله قوة إعلامية واعية. وكعادتها “السعودية العظمى”، تعاملت مع هذه المطالبات الرخيصة بإرادة رزينة واعية وثابتة تؤكد للعالم بأن (أوبك + لن تقع).
لكن استمرار الإعلامي العربي كأداة ترفيهية تنساق خلف أجهزة إعلامية غربية واهنة لن يقوي مكاسب الدول العربية الاقتصادية. بل على الأجهزة الإعلامية العربية أن تعيد النظر في إيجاد تحالف عربي إعلامي مؤثر يستطيع أن يوعي الشعوب العربية بالمحافظة على النعمة وعدم التمادي في الإسراف وتوجيه الاستثمارات باتجاه الدول العربية لتعزيز مكانتها الاقتصادية الواعدة. فلابد من تقوية اتحادنا العربي باقتصاد متطور وإعداد جيل من الشباب الواعي لمتغيرات العالم. اللهم احفظ ولاة أمرنا.
ياسر المهري
