mediainموقع إخباري إقتصادي
ميديا ان – الرياض – ياسر المهري
يفتخر العالم العربي اليوم بعدد من أفضل عقول العالم التي تعي تماما أهمية استشراف المستقبل وفق رؤية القيادة الحكيمة لدولنا العربية وبالأخص في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي رسمت صناعة المستقبل ضمن نموذجاً اقتصادياً قائماً على تسخير مسرعات المستقبل لخدمة الاقتصاد بما يمكن اقتصادات الوطن العربي لتكون في المقدمة دائما. ففي العقد المنصرم، أثرت التكنولوجيا على اسلوب حياة البشر، وأصبحنا على يقين بأن الجيل القادم من التكنولوجيا ونماذج الأعمال ستغير خارطة الاقتصاد العالمي، فلم تعد تكفي فكرة مواكبة المستقبل، بل اصبح حتميا علينا العمل على سبق المستقبل ليكون وطننا العربي محركا اساسيا في صناعة التكنولوجيا. وفي سبق صحفي “لميديا ان” اجرينا الحوار الأول مع مؤسس مشروع “كود” الدكتور علي بن محمد الركف.
كيف نشأت وتطورت فكرة مشروع كود ؟
في عام 2006 بعد انتهائي من دراسة الماجستير الأول من جامعة RIT نشأت فكرة التعقب والمحاكاة العصبية في الدماغ البشري مع الدكتور نيوتن هاورد وكنت أحد طلابه، وتقدمت بورقه بحث تتصور فيه السعودية كعقل بشري تكون جميع تفاعلاته الرياضية تحاكي التفاعلات والامتزاجات الفكرية للدماغ البشري والخاص بالاستيعاب والتحليل والتنبؤ . ونمت الفكره بإستخدام حسابات الدماغ وفيزياء الكم إلى أن أصبحت مشروع .
ونود حصركم فيما نقول ( أننا قادمون على عصر المعرفة أو عصر الإدراك، حيث تجد المفارقات تتباعد وتتقارب بين دول في وقت سريع جدا يعد بالساعات، إذ كان في السابق تستغرق المده الزمنية لتشكيل المفارقات الاقتصادية والمعرفية بين الدول عقود وسنين طويلة في السابق أما مع عصر المعرفة الذي نحن فيه فتتشكل المفارقات فيه في غضون ايام، ومن هذا المنطلق فإننا نحتاج إلى منصه تكون أكثر تعقيدا وتقدما من التكنولوجيا الحالية ومرنه للغاية لاستيعاب الكم الهائل من التكنولوجيا المتقدمة وتحليلها والوصول إلى سقفها بشكل سريع للمشاركة في التطوير والتطويع بما يخدم مصالح المنطقة .
كيف سيسهم مشروع كود بتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي في المملكة ؟
دعني أخبرك عن شيئ وقد لا يخفى عليك يا أستاذي الفاضل، قصة تاسيس المملكه العربية السعودية، والتي تكاد تكون أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع فقد كانت صحراء شاسعة لا يوجد فيها أسس مغرية للحياة والاستقرار وقد شكل هذا الجو المناخي القاحل درع حصين من ،أطماع الدول، إلى ان سخر الله لها المغفور له الملك عبدالعزيز فوحدها وأسسها، وتم بعدها اكتشاف النفط المغري للدول ولكن بعد فوات الاوان لهم.
والمصادفه العجيبة أن تأسيس المملكة كان مع بداية العصر الصناعي الذي يصاحبه توجه الاطماع نحو مصادر الطاقة فكان الملك عبدالعزيز هو الهبه الالهية لسكان المملكة في حماية ذلك النفط وإستقرار المنطقه، والان جاء عصر مختلف يسمى بعصر الادراك الذي نعيش فيه، صبح العالم في تسارع ضوئي تصحبه مفاهيم جديدة إتجاه كل شيء في الحياة تقريبا ، وفي هذا الوقت بالذات سخر الله لنا الأمير محمد بن سلمان بتلك الرؤية لتواكب هذا التسارع، فبامتلاك التكنولوجيا المتقدمة عن طريق مشروع كود وتحليلها وتطويرها وتصديرها، سوف يتشكل مفهوم سياسي واقتصادي جديد يسعى إلى الاستقرار بنفسه لغرض المشاركة المعرفية والتجارية الهادفة إلى المضي قدما باتجاه النمو المستمر لجميع دول المنطقة .
كيف يتفق مشروع كود مع تطلعات رؤية 2030 التي أطلقتها المملكة ؟
لا يخفى عليكم أن المملكة العربية السعودية تسعى من خلال رؤية 2030 إلى تحقيق النمو والتقدم بشكل مختلف تماما عن الرؤية التقليدية السابقة المعتمده على مصدر واحد للصادرات الذي هو النفط بالرغم من وجود تطرق سابق الى تنويع مصادر الدخل ولكن لا توجد الية تستطيع تحيق ذلك التطرق وبالاخص تستطيع مواكبة التسارع في التطور مع تنويع لمصادر الدخل، فكان مشروع كود بفضل الله ومن ثم دعم الأمير محمد بن سلمان من ضمن المنصات التي تستطيع تحقيق ذلك بما يضمن بميكانيزم يخدم تلك الرؤية المباركة .
كيف يتكامل مشروع كود مع مشروع نيوم ؟
مشروع نيوم بحد ذاته فكرة تتعدى العصر، ولله الحمد فهو مشروع يهدف إلى جعل المملكة العربية السعودية منارة تكنولوجية يستطيع اي شخص يمتلك أحلام ومشاريع تتعدى عصره أن يطبقها فيه، ومن وجهة نظري فإن تكامل مشروع كود مع مشروع نيوم في:
– انشاء القاعدة التكنولوجوية لتسهيل التدفق التكنولوجي لمشروع نيوم
– إحداث التكاملات مع مراكز الابحاث الداخلية والخارجية
– التكاملات مع المصانع في البنية الصناعية المستقبلية
– إنشاء منصة للمخرجات العلمية التطبيقية لتحويلها الى مقررات تطبيقية .
– إنشاء منصة ربط للتكاملات بين الشركات
أنشاء منصات الاندماج التقني .
– توحيد آليات البحث العلمي الخارجي والداخلي
– رفع السقف التكنولوجي المستقبلي عن طريق التتبع الدماغي لحقول البحث التطبيقي .
– رصد التكنولوجيا الحالية وإنشاء بما يسمى تكنولوجيا الظل وبالتالي تشكيل منصه جديدة لاستيعابها وتطويرها .
فمساهمة بروجيكت كود في مشروع نيوم ستساعد الشركات نفسها على تطوير هوية جديدة غير مسبوقه لمنتجاتها .
كيف سيسهم بروجيكت كود في نهضة المملكة غير القائم على النفط ؟
عن طريق تشكيل المنصة التكنولوجية التي تستطيع الآتي :
- تفعيل الأجندة العلمية لجميع المراكز العلمية الداخلية للاستفادة من المخرجات التطبيقية
- إحداث تفاعلات الاستقطاب التكنولوجي بين مراكز الأبحاث العالمية والشركات المستثمرة المحلية والعالمية .
- التتبع التكنولوجي للتدفقات التكنولوجية على المملكة وتوجيهها
- تقييم المساهمة التكنولوجية للمشاريع داخل المملكة .
- الربط الصحيح والمعقد بين البنى التحتية لتوجية الشركات المحلية والعالمية نحو تشكيل تحالفات تقيم على حسب قيمتها التكنلوجية المضافة .
- انشاء مناهج علمية تطبيقية بالمشاركة مع مشروع كود تهدف إلى الاثراء المهني التطبيقي .
- رفع القيمة التكنلوجية المضافة أو على الأقل المحافظه عليها داخل المملكة .
- إنشاء أكبر مجمع فكري إقتصادي – إجتماعي _ علمي في العالم.. ولله الحمد نحن على بعد خطوات من ذلك .
كيف يخدم المشروع الأهداف الاستراتيجية لمجلس التعاون فيما يتصل بالأمن الغذائي والامن الداخلي لدول المجلس .
دول الخليج العربي أسرة واحدة تواجه مصير واحد وواعد بإذن الله فما يشكل للمملكة العربية السعودية أمن فسيشكل لأشقائنا في دول الخليج أيضا . , فبالنسبة إلى الأمن الغذائي، فإن برجيكت كود يسعى إلى توسيع الميكانيزم ليشمل دول الخليج في تلك المنصة التكنولوجية الخاصة بالأمن الغذائي في المشروع وتتم عن طريق :
- مشاركتنا جميعا في اخر الأبحاث العلمية التطبيقية .
- تطبيق اخر المستجدات المستحدثة من تكنولوجيا الأمن الغذائي على دول مجلس التعاون .
- خلق سوق تكنولوجي مشترك ممنهج لاستقطاب تقنية الري والتحلية
- خلق سوق تكنولوجي مشترك لتطوير الاستزراع المائي .
- إنشاء مراكز تخزين استرتيجي والاستفادة من التكنولوجيا الحالية في التخزين وتطويرها بما يخدم مصالح دول الخليج .
- توزيع المزايا النسبية على دول الخليج توزيع ممنهج .
أما بالنسبة إلى الأمن الداخلي فسيوسع مشروع كود المنصه التكنولوجية لتشمل جميع اخواننا في دول الخليج بما يضمن تصدرنا جميعا في امتلاك التكنولوجيا الامنية الاستراتيجية وكل دوله من دولنا لها مزايا نسبية لذلك، فسوف يكون مشروع كود بعقول خليجية نيرة وبمشاركات عالمية، ولكن آلية البدء مناطة بدول الخليج انفسهم.
ماهي الجهات والدول الاخرى التي ستستفيد من هذا المشروع ؟
تسعى المملكة دائما إلى نشر السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم وأنتم سباقين في أعمال الخير والسلام كذلك، فأنا اتحدث عن المملكة العربية السعودية والدول الخليجية الشقيقة مثلكم، فمشروع كود سوف يفيد جميع الدول التي تؤمن بالاية الكريمة التي اشتق منها اسم المشروع ( وعلم أدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة 0..الاية ) وهو (العلم الذي علمه الله عزوجل إلى ابينا آدم عليه السلام أبو البشرية جمعاء فلا يوجد فرق بيننا في اللون ولا العرق، فنحن مشتركون في حب الحياة والعيش في سلام ) فكل من يؤمن بذلك فهو من ضمن المستفيدين من مشروع كود وليس لغيرهم .
يركز مشروع كود بصفة خاصة على اجتذاب وامتلاك التقنيات العلمية المتطوره والتي اصبحت في عالم اليوم بمثابة الأسلحة الاستراتيجية وبصفه خاصة في مجالات الأمن القومي والأمن الغذائي والطاقة البديلة ومصادر المياة، كيف ستسمح لكم الجهات التي طورت تلك التقنيات بامتلاكها؟ وما هو المقابل ؟
سؤال وجيه جدا وسهل ممتنع، رغم أنه يحمل رائحة العصر الصناعي والذي يستمرعمر التكنولولجيا فيه لعقود عدة، قبل أن تموت بخروج تكنولوجيا جديدة أو تتقادم، والإجابة على ذلك تكمن في التقنية المتطوره والمستمد من حسابات الدماغ وغيرها من الحسابات المعقدة و التي على أساسها يقوم مشروع كود في تتبع الأداء التكنولوجي ورصده وتحليله .
كما أن المشروع يمتاز بتقنيات عالية السرعة تستطيع تفكيك وتحليل شفرات البنية التكنولوجية لاي تكنولوجيا متقدمة واستشراف مستقبلها، وتركيب التصور التكنولوجي المستقبلي لها وصياغته بهويه سعودية عالمية مشتركة .
ودعنا نسال بعد ذلك ما هو المقابل لنا اذا شاركناهم في تطوير التكنولوجيا الخاصة بهم؟ في عصر الادراك يصعب الحفاظ على أسرار التكنولوجيا الحالية لأنه في خلال أيام بل ساعات تأتي تكنولوجيا أكثر تطورا منها ومن الممكن أثناء البدء في تطبيق التكنولوجيا الحالية تظهر أخرى أكثر تقدما يصعب على الشركة المنافسة والتي بدأت في تنفيذ مشروعها السيطرة عليها.
هل من الأفضل لمشروع كود امتلاك التقنيات المتطورة أم اجتذاب العقول التي طورت تلك التقنيات لتطوير تقنيات اخرى ؟
الإجابة تكمن في المنصة التكنولوجية التي تربط بين مراكز الأبحاث والشركات المصنعة للتكنولوجيا المتقدمة ومراكز الأبحاث والعلماء المحليين والعالميين بطريقة ممنهجه تضمن الاستفادة لكل الاطراف.
وفي هذا الإطار أود أن أنوه ولكم حصريا بأننا كنا ننظر إلى امتلاك التكنولوجيا الاستراتيجية بعين الحماس غير الممنهج وبعقلية العصر الصناعي القديم، ويجب علينا جميعا أن نغير تلك النظرة .
كيف سيتم الربط بين المشروع والجامعات ومراكز البحث السعودية؟
دائما ما نسمع عن مشاركات علمية وربط بين جامعات محلية ومراكز أبحاث عالمية في بعض الدول العربية ولكن المخرجات قد تكون ضبابية بعض الشيء وعلمية بحتة ان حالفها الحظ، لكن عند وجود منصة تكنولوجية معدة مسبقا أكثر تطورا ومرونة، ولها أهداف واضحة بمعايير متطورة سوف يكون ربط ممنهج وبطريقة دقيقة تصب في مصلحة المشروع والدولة .
كيف سيستفيد القطاع الصناعي من مشروع كود ؟
القطاع الصناعي هو نهاية مخرجات التكنولوجيا الملموسة “الهارد وير”، وهو أساس التطوير في أي بلد، في حين يهدف مشروع كود بشكل أساسي لتمرير التدفقات التكنولوجية وتوزيعها على المصانع بما يخدم
- تطوير طريقة أداء المصانع
- ضمان توطين المعلومات الفنية داخل المصانع
- مرونه التغيير السريع في خطوط الانتاج بما يضمن بقاء هيكلة القطاع الصناعي
كيف سينعكس مشروع كود على المجتمع السعودي ؟
المجتمع السعودي مجتمع متفاعل مع كل جديد وحديث وقد تم الانفاق على البعثات الخارجية أكثر من 400 مليار دولار من عام 2010 إلى الآن وقد انعكست على ثقافة المجتمع وخصوصا الطلبة المبتعثين .
ولكن مازلنا شعب مستهلك كباقي شعوب المنطقة، ولذا يسعى مشروع كود إلى تغيير مسميات كثيرةمنها تغيير الادراك الاستهلاكي إلى إدراك إنتاج، وتغيير الفكر الاقتصادي المستمد من العصر الصناعي إلى الفكر الاقتصادي الإبداعي وريادة الأعمال، والتي تغيرت بالفعل في ظل رؤية 2030 والتغيير من فكرة الاستخدام للتكنولوجيا المتقدمة إلى التفكير في كيفية عملها . فنحن في عصر الادراك .
كما أود ان أخصكم استاذي الفاضل بتلك الملاحظة أو التساؤل ( هل اختفت العلوم الرياضية والفيزيائية والكيمائية من القرآن الكريم ومن السنة النبوية )؟ لماذا نظرتنا على العلوم الدينية مختزلة في أحكام فقهية ؟ لماذا تكون اكتشافاتنا للعلوم الرياضية والمعجزات العلمية من القرآن الكريم عن طريق الغرب ونأخذ فقط المعلومة التي تخص الإعجاز العلمي في القرآن لكي نقول فقط سبحان الله ؟؟ ولا نستنبط التكنولولجيا المتقددمة منها، مثال على ذلك في كتاب البايو سينتريزم للدكتور روبرت لانزا والذي يتكلم فيه عن أن الانسان لا يموت، بل أن روحه عبارة عن طاقة 40 فلوت تخرج منه إلى بعد اخر .. وقمت بمحاججته عن طريق العلوم الرياضية التي في القرآن؟، وقلت بأن هناك بعدان البعد الأول تذهب إليه الطاقة المستقرة، والبعد الاخر تذهب إليه الطاقة غير المستقرة،واستنبطها من الاية الكريمة ( يا أيتها النفس المطمئنة ) وبمعادلات رياضية مستمده من القرآن الكريم ، هذا ما يجب ان يكون فالقرآن مصدر زاخر بالعلوم المتقدمة .
من أهم أهداف المشروع تحويل المملكة إلى قوة اقتصادية قائمة على الابتكار والاختراع إقليميا ودوليا، كيف تخططون لإنجاز ذلك الهدف المهم؟
أولا نحمد الله أن أهدانا الأمير محمد بن سلمان، صاحب الرؤية العبقرية 2030 لنتجاوز مراحل عديدة والتي بدونها سوف نصبح دولة مرهون بقاء اقتصادها على سلعة واحدة معرضة لأي مفاجأت مستقبلية .
وتتلخص تلك الرؤية في كلمتين “عقول الشباب” … ودعم سموه الكريم لمخرجات تلك العقول وأنا ولله الحمد منهم، سهل علينا كثيرا إرساء المبادئ الأساسية له وهو النظر إلى الدول المصدرة للتكنولوجيا بغرض المشاركة معها وليس بغرض استخدام تكنولوجيتها، والبدء في تطبيق المنصة التكنولوجية للاستقطاب والتكامل والاندماج، ولا ننسى التزامن الوقتي مع التكنولوجيا الحالية والمستقبلية .
معظم براءات الابتكار الحالية براءات ابتكار تكاملية مع أخرى، وما يمتاز به مشروع كود هو القدرة على تتبع مصادر براءات الاختراع حتى وإن كان بعضها نظري، وإرجاعه إلى رموزه الفكرية الأولية ومن ثم الوصول إلى التكنولوجيا الحالية، وبالتالي تكون مشاركتنا للشركات في مصلحة الجميع لجهة التطوير والدعم التكنولوجي من المنافسين والتقادم التكنولوجي.
