الرئيسية / مقالات / رئيس التحرير / غدا 21 “المحور الثالث”

غدا 21 “المحور الثالث”

تناولت الصحف العربية والعالمية موضوع برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية ” غدا 21 ” الذي اعتمده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي باهتمام يليق بالقيمة المالية للبرنامج الذي بلغت ميزانيته 50 مليار درهم للسنوات الثلاث المقبلة. وكبداية قوية للبرنامج خصصت اللجنة قيمة 20 مليار درهم من الحزمة التنموية للعام الأول 2019 لصرف الحزمة الاقتصادية. ويدل هذا التخصيص القوي على وعي القيادة في أبوظبي لأهمية التخطيط المسبق لمسرعات الاقتصاد التي من شأنها تسهيل الأعمال التجارية للمواطنين والمقيمين في أبوظبي بالإضافة إلى خلق فرص تنافسية للاستثمارات العالمية لتوجيه بوصلتها نحو عاصمة الإمارات.

ويتكون برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية “غدا 21” من أربعة محاور. طبعا جميع المحاور الأربعة مهمة وتحتاج إلى قراءة مفصلة سوف نتناولها في مقالات لاحقة. لكن المحور الثالث يشد الانتباه بشكل يدعو إلى السفر إلى المستقبل القريب ويلخص عنوان البرنامج بالكامل. فإن تسمية البرنامج  “غدا 21” تعني قرب عام 2021 وكأنه يوم غد. فالمحور الثالث يركز على تطوير منظومة المعرفة والابتكار في أبوظبي ويدعم مراكز البحث في مجالات التقنية الحديثة لتنمية المواهب. فبالنظر إلى مقومات وعناصر المحور الثالث نجد أن أبوظبي تتجه نحو منافسة قريناتها من مدن العالم الاقتصادية التي أنشأت لمستقبلها مراكز عالمية لتبقى دائما في القمة في مجال التقنية الحديثة، مثل بكين التي بنت مركزا لأبحاث الذكاء الصناعي.  فباستقطاب الكفاءات والمواهب العالمية في مجال الذكاء الصناعي مع وجود حاضنة تدريبية مؤسسة بجودة وقيمة أبوظبي، سوف تتوافر جميع سبل التطور الاقتصادي التي قد يحلم بها أي اقتصادي ناجح. بل وسوف يكون “غدا 21” منصة لإطلاق حزمة من المشاريع والمنتجات العالمية التقنية، كأن تصنع أبوظبي مثلا هاتفا ذكيا جديدا ينافس “هواوي” و “جلاكسي”

تخطط أبوظبي لتكون دائما الأفضل، وهو نفس التخطيط الذي تقطف ثماره الآن سيؤول عاصمة كوريا التي أسقطت منتجاتها من سامسونج منتجات عالمية مثل نوكيا الأوروبية وسوني اليابانية ومنتجات أمريكية لم تعد يتذكرها البعض ولا سيما من الجيل الجديد من شباب هذا العصر السريع. عندما تستهدف حكومات عصرية استدامة وأستمرار نهضتها، يجب عليها أن تضع مؤشرات الابتكار العالمية ومؤشرات الاقتصاد المعرفي ضمن نطاق التخطيط الاستراتيجي لديها. ففي السعي الدؤوب التي تسعاه الإمارات للاحتفال بتصدير آخر برميل من النفط، يجب أن يسبق ذلك الحفل احتفالات عديدة بتصدير هواتف إماراتية ذكية وغيرها من المنتجات المستقبلية التي يتنافس عليها العالم حاليا.

ياسر المهري

رئيس التحرير

2018/09/18

عن Admin 02

شاهد أيضاً

الناجح يرفع إيده

خلال الأيام القادمة سينتهي الطلاب من السنة الدراسية 2022 – 2023 وتتوجه الأنظار إلى النتائج …