اتصالات بالمجان

كأحد المتابعين لمجريات الاقتصاد والأعمال في المنطقة، أتابع باهتمام رجال الأعمال وتطلعاتهم لفتح أبواب الاستثمار في المنطقة وتسهيل إجراءات التجارة الحرة بدون قيود لنبقى دائما الوجه الأفضل للاستثمار في العالم. وفي الحديث الأخير لرجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور عبر منصة التواصل الخاصة به، تحدث الرجل بشفافية تامة عن أهمية بقاء الاقتصاد الإماراتي ضمن أفضل الوجهات العالمية وذلك من خلال توفير البنى التحتية والمكملات الأساسية لأي اقتصاد نام. وحث الحبتور في كلمته الأخيرة شركات الاتصالات المحلية في الإمارات لتفتح خاصية التحدث عبر منصات التواصل الاجتماعي لتكون مجانية أسوة بشركات الاتصالات العالمية في أرجاء المعمورة. وبغض النظر عن اسم الشركة التي دعا الحبتور أن يتم فتح خاصية المكالمات عبرها أو عبر تطبيقات ذكية، فالرجل يعي تماما مدى تأثير هذه الخدمة في تطوير الاقتصاد والتجارة في الوطن العربي لتكون التنافسية دائما لصالح اقتصادنا الوطني.

صحيح أن شركات الاتصال في الإمارات قد تخسر كثيرا إذا ألغت المنع المطبق على خاصية المكالمات عبر التطبيقات الذكية، لأن المستخدمين وبكل بساطة سوف يقللون من استخدام الدقائق المدفوعة التي تعتبر الدخل الأساسي لتلك الشركات. لكن يمكن لهذه الشركات ابتكار طرق أكثر ربحية أسوة بشركات الاتصالات العالمية التي ألغت المنع على خاصية المكالمات عبر التطبيقات الذكية وساهمت في ابتكار تطبيقات مشابهة تجني أرباحها من قيمة الإعلانات التي بدورها تعتبر إحدى أهم مسرعات الاقتصاد الحديث.

واضح أن الأسلوب الذي تحدث به خلف الحبتور وحث شركات الاتصالات في الإمارات لتسمح لمستخدمي الانترنت في الإمارات بحرية استخدام التطبيقات الذكية التي تتيح خاصية التحدث بالمجان، هو أسلوب صريح ويعتمد الشفافية من رجل أعمال عنده يقين بأن القائمين على تلك الشركات سوف يستمعون له بأذن واعية لأهمية التغيير للأفضل ومواكبة الجديد. وهذا الأسلوب يذكرني بمقالة شهيرة لأحد رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية الأوائل أبراهم لينكون الذي قال ” لديه الحق في الانتقاد، من لديه القلب للمساعدة”. وأعتقد أن القائمين على شركات الاتصالات في الامارات مروا بتجارب سابقة مثل فترة الحظر على أجهزة “بلاكبيري” التي انتهت بتقبل طلبات المتعاملين ورفع الحظر.

 

ياسر المهري

رئيس التحرير

2018/09/10