الرئيسية / مقالات / رئيس التحرير / 30 دولارا للبرميل

30 دولارا للبرميل

قبل أن نتحدث عن عنوان هذه المقال وموضوعه، أريد ان أذكر البعض بأبيات قصيدة لشاعر عربي طيب الله ثراه. يقول إدريس جماع:

” إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه … ثم قالوا لحفاة في يوم ريح إجمعوه.

صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه… إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه.

في كل مرة يصعب علي فهم شيء جديد أو فكرة جديدة اتذكر هذه الابيات. فعلا صعب الأمر علي لأفهم مسببات صعود وهبوط اسعار النفط العالمية. نحن هنا في MEDIA IN نتابع يوميا اسعار النفط والاسهم وغيرها من مؤشرات الاقتصاد التي تؤثر في التجارة العالمية. في بعض الأحيان نستطيع أن نحدد إتجاه الاسعار هبوطا او صعودا بناء على قراءة لمتغيرات الاحداث العالمية. فعندما اعلن الرئيس الامريكي رونالد ترامب عن تراجعه عن فرض رسوم على السلع المكسيكية تابعنا تغير الاسعار في العملات وبدى واضحا تأثير تصريحات الرئيس الامريكي على التجارة العالمية.

وفي الجهة الموازية من العالم، خرج وزير الطاقة الروسي إلكسندر نوفاك بتصريح مدوي يحتاج إلى وعي وإدراك عالمي لما قد يحدث في العالم الصناعي المتعطش للطاقة. السيد نوفاك أبدى تخوفه من “سيناريو يمكن أن تنخفض فيه أسعار النفط إلى 30 دولارًا للبرميل إذا لم يتم تمديد صفقة النفط العالمية”. لا اعتقد أن نوفاك ذو السبعة والاربعين ربيعا، لا يعي ما يقول، أو إنه يهول من عدم التمديد لصفقة النفط العالمية. فالرجل هو وزير الطاقة الروسي ويعمل ضمن منظومة متطورة اثبتت للعام في الفترة السابقة قدرتها على قراءة المتغيرات الاقتصادية بشكل دقيق.

إن الفهم البسيط للاقتصاد والمبني على متغيرات العرض والطلب، يدفع البعض للإعتقاد بأن وجود توترات عسكرية في الشرق الاوسط، وإحتمالية نشوب حرب امريكية – ايرانية، قد تؤثر على المعروض من النفط بما يسبب بالتالي ارتفاع في الاسعار. وبالمقابل الوفرة في العرض وقلة الطلب للنفط من الطبيعي أن يسبب هبوط سريع للاسعار. وبالرجوع لتصريح نوفاك، نجد أنه حدد سعر 30 دولارا للبرميل على الرغم من التوترات الجيوسياسية التي تواجهها المنطقة بسبب تعنت ايران. هنا نقول “صعب الامر عليهم ثم قالوا اتركوه” فعندما اتابع الاخبار الاقتصادية في العالم، اتسائل دائما بتعجب، أين يذهب نفط العراق وليبيا؟؟؟ وأين يباع نفط ايران؟؟ إن العالم نظر للشرق والغرب لسنيين دون إيجابة واضحة!. ومع هذا لن نقول “اتركوه”، بل إن الحل دائما وأبدا سيأتي من دول التحالف الامارات والسعودية. وهذا ما أكد عليه فعلا وزير الطاقة السعودي خالد الفالح الذي تعمل بلاده على تبني خطوات لمنع إنخفاض في اسعار النفط”.

 

ياسر المهري

2019/06/11

عن Admin 02

شاهد أيضاً

الناجح يرفع إيده

خلال الأيام القادمة سينتهي الطلاب من السنة الدراسية 2022 – 2023 وتتوجه الأنظار إلى النتائج …