الثورة الصناعية الرابعة

أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة بيانا مشتركا مع جمهورية المانيا الاتحادية بمناسبة زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي إلى ألمانيا. وشمل البيان سبع محاور أساسية في التعاون الدولي تنوعت بين التعاون السياسي، الشؤون الاقتصادية، الطاقة، المساعدات الإنسانية، الثقافة، التعليم والبحوث، والبيئة والتغير المناخي. جميع هذه المحاور مهمة، ونحن في Media IN  سنتناول المحور الثاني المتعلق بالشؤون الاقتصادية لنسلط الضوء على الفرص الاستثمارية التي سوف تنشأ بناء على البيان المشترك والزيارة التاريخية لسمو ولي العهد.

الإمارات والمانيا هما ثقلان اقتصاديان كبيران ما إن يتفقا على زيادة التعاون الاقتصادي بينهما وتعزيز التبادل التجاري والاستثمارات، إلا وتوجهت أنظار العالم لترصد تلك الفرص التجارية السخية. فبالنسبة للألمان أنفسهم فقد علموا من هذا البيان المشترك أن إنشاء مركز استشاري خاص جديد للشركات الألمانية في المنطقة الحرة لـ”مركز دبي للسلع المتعددة ” سيعمل على تسهيل اعمالهم التجارية، ولا سيما دعم أعمال الشركات الصغيرة والمتوسطة في الخارج والتي تتخذ من دبي مقراً لها.

البيان المشترك لم يغفل عن أي جانب اقتصادي يمكن أن يفكر به أي رجل أعمال ومنها مثلا الطيران، واستكشاف الفضاء، والسياحة، والتعليم، والنقل، وتقنية المعلومات، والطاقة /التقليدية والمتجددة/، والرعاية الصحية. وبما أن البيان المشترك صدر عن الإمارات والمانيا، فالذكاء الاصطناعي أو ما يطلق عليه “الثورة الصناعية الرابعة”  كان من أهم الأولويات في التعاون بين البلدين. في الماضي، كان العالم العربي يستورد الصناعة من أوروبا والعالم ولم يكن له تأثير كبير في تطورها. الآن، الأمارات أصبحت قطبا مؤثرا في تطور صناعات الذكاء الاصطناعي لتعمقها في مجال صناعات الطيران والفضاء واعتمادها استراتيجية واضحة للذكاء الاصطناعي وهي في هذا المجال سبقت بالفعل الجانب الألماني. ومن المصادفة أن تكون قد صدرت قبل عام من إصدار المانيا. فاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي الصادرة في اكتوبر 2017، سوف يتم الاستفادة منها لتطوير الاستراتيجية الألمانية للذكاء الاصطناعي الصادرة في نوفمبر 2018.

 

ياسر المهري

2019/06/13