رجل التوصيل

مهنة ساعي البريد لم يكن لها في الماضي تأثير مباشر على تطور التجارة والأعمال في الإمارات. ولكن مع تزايد وتيرة التنافسية في عالم التجارة الحرة في الإمارات التي تدعم جلب الاستثمار العالمي بقوانين وإجراءات تسهل فتح الشركات بأقل التكاليف، فإن مهنة ساعي البريد أو ما يعرف اليوم بمهنة “رجل التوصيل” أصبحت من أكثر الأعمال ربحية وأسهلها على الإطلاق. فالجميع يلاحظ كثرة سيارات ودراجات التوصيل التي تحمل علامات تجارية مشهورة في مجال التجارة الالكترونية وتجوب طرقات الدولة. حتى و إن قام أحدهم بتوجيه أصابع الاتهام “لرجال التوصيل” على أنهم أكثر مسببي الازدحام في الطرقات، فهذا يؤكد قوة ونشاط التجارة الإلكترونية. وساعد في تعزيز قوة التجارة الإلكترونية الأدوات الحديثة التي يستخدمها موظفو التوصيل مثل التطبيقات المتخصصة في المواقع والخرائط بالإضافة إلى توفر وسائل النقل الحديثة مثل السيارات الكهربائية.

التجارة الإلكترونية في الإمارات تعد فرصة استثمارية استثنائية ليس لها حدود أو معوقات. بل إن المقومات والأساسيات المطلوبة للاستثمار في التجارة الإلكترونية بسيطة ومتاحة للجميع. فالمعادلة بكل بساطة تعتمد على حقيقة يلاحظها الجميع وهي أن شركات التجارة الالكترونية تعاني من ازدياد الطلب الالكتروني على منتجاتها مقابل قلة عدد “رجال التوصيل” لتلبية هذه الطلبات في الوقت المحدد وبما يرضي الزبائن. أما مقومات هذه التجارة، فتعتمد على ثلاثة عوامل أساسية: أولا وسيلة التوصيل التي يستحب أن تكون كهربائية لتوفير مصروفات التنقل، ثانيا،  “رجل التوصيل”  الملم باستخدام التقنيات الحديثة وخصوصا من “الجالية الهندية” الذين يشار إليهم دائما بالدقة في المواعيد وحسن التعامل مع الزبائن وهذا الإطراء ليس بالضرورة تقليلا من قدرات الجاليات الأخرى فالسوق الإماراتية حرة ومفتوحة للجميع ولكن هذا الرأي من وجهة نظر إماراتي تربطة بالجالية الهندية علاقة امتدت لسنين عديدة، وثالثا، التعاقد مع شركات التجارة الالكترونية المنتشرة في الإمارات بضمان تقديم خدمات توصيل سريعة وبجودة ترتقي إلى مستوى الزبائن المتذوقين.

في المجتمع الإماراتي بشكل خاص والخليج العربي بشكل عام، نتدوال مقولة مؤثرة عن التقليد الأعمى. “لو كل من نجر، ما بقى في الوادي شجر”. ونقصد بهذا المثل أن التجارة الإلكترونية مربحة وتزدهر بشكل سريع في الإمارات وهذه حقيقة واضحة. ولكن ليس المقصود أن يتجه الجميع إلى التنافس في التجارة الالكترونية، بل إنه من الذكاء أن يتجه البعض للاستفادة المباشرة من ازدهار هذه التجارة عبر العمل في مجال توفير الخدمات المصاحبة لها، لفتح أبواب جديدة في الأعمال والاستفادة من حقيقة أن الإمارات تعد الأفضل في العالم في مجال تسهيل عمل الشركات التجارية. فليس سرا نخفيه أن كل إمارة تعمل على اختراع طرق جديدة لتسهيل العمل التجاري الذي يصب في النهاية لخدمة الدولة بشكل عام والمستثمر بشكل خاص. فالتنافسية هي أسلوب حياة معتمد في الإمارات نفتخر به ليكون أساسا في اقتصاد جدير بالثقة

ياسر المهري

رئيس التحرير

2018/10/23

عن Admin 02

شاهد أيضاً

الناجح يرفع إيده

خلال الأيام القادمة سينتهي الطلاب من السنة الدراسية 2022 – 2023 وتتوجه الأنظار إلى النتائج …