mediainموقع إخباري إقتصادي
خلال بحث بسيط في مواقع الانترنت حول العملات الرقمية، وصلت إلى حقيقة أن عدد العملات الرقمية التي يتم تداولها حول العالم بلغت 2096 عملة رقمية مسجلة في منصات التداول العالمية. وقد أكون مخطئا في العدد، فالبحث السريع أجريته صباح اليوم الأحد وقد يتضاعف عدد العملات بسرعة لن نستطيع معها متابعة تغيرات أعداد العملات الرقمية وقيمتها النقدية إلا باستخدام الذكاء الاصطناعي. فقد قيل إن عالم “البلوك شين” والعملات الرقمية هو أفضل اختراع قدم للبشرية منذ عهد الإنترنت.
كنت إلى وقت قريب أعتقد أن “البيتكوين” مع عملتين أخريين هم فقط العملات الرقمية التي يتم التداول بها، وأن الأمر لن يصل إلى هذا الحد من التنافسية بين العملات الرقمية التي بلا شك سوف تحل محل العملات التقليدية. قد يتجه قارئ هذا المقال إلى معاينة عدد العملات الرقمية، ويبحث عن العدد الذي قد تصل إليه مع نهاية هذه السنة. ولكن السؤال ليس كم بلغ عدد العملات الرقمية في العالم؟، بل أين نحن من هذا التطور؟ وأين هي العملات الرقمية العربية التي تحدث عنها المسؤولون الاقتصاديون العرب؟
عندما نرجع بالذاكرة إلى فترة المنافسة في إعداد التطبيقات الذكية التي صاحبت ظهور الهواتف الذكية، نجد أن أشهر التطبيقات العربية انحصرت بين “البالوت” و “الكوت” وهي تطبيقات متخصصة في الألعاب للهواتف الذكية. في حين، أنني كنت أمني النفس بالاستثمار في هاتف عربي ذكي ينافس أبل وسامسونج وهواوي. والآن نحن نتابع توجه العالم نحو تقنيات “البلوك شين” والعملات الرقمية المرتبطة بها دون تحريك ساكن. نحن نتفهم التردد في الدخول في عالم العملات الرقمية وخاصة تلك التي تخفي هوية أصحاب تلك العملات والقائمين على منصات التداول، وكون تلك العملات تسبح في الفضاء الرقمي دون مركزية معتمدة دوليا مثل البنوك المركزية للدول. فمن المنطقي أن نبتعد عن العملات المشبوهة التي لا تتبع لبنك مركزي معروف لكي لا تختلط أموالنا بأموال المؤسسات الإرهابية والمنظمات الإجرامية التي تبحث باستمرار عن طرق لغسل أمولها.
حتى وإن كانت هناك مخاطر في العمل في مجال الاستثمار في تقنيات “البلوك شين” و العملات الرقمية، إلا أن الوقت لدراسة تلك المخاطر والتغلب عليها يجب أن لا يضعنا ضمن مصاف الدول المتأخرة في أخذ القرار المناسب في الوقت المناسب في هذا السباق. نحن على يقين أن الكفاءات الموجودة في الوطن العربي في شتى المجالات تضاهي القدرات العالمية. وأفضل دليل على الكفاءات العربية هم فخر الإمارات الشباب والشابات الذين أطلقوا “خليفة سات” وخاضوا تجربة وطنية 100% بنجاح وتفوق يشهد له. وفي عالم العملات الرقمية نتوقع أن نفتخر قريبا بعملة رقمية عربية يتم تداولها ولشراء بها المنتجات العربية التي أصبحت تصدر عالميا.
ياسر المهري
رئيس التحرير
2018/11/04
