التانجو رقصة ثنائية

نعم، التانجو الرقصة اللاتينية الشهيرة والتي يتباها بها الأرجنتينيون، تعتمد على التناغم بين اثنين من الراقصين وغالبا ما تكون بين شاب وسيم وفتاة مفعمة بالنشاط. ولكن عندما تشبه الحرب التجارية غير المعلنة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين بأنها رقصة فلوكلورية من تراث الشعوب العاشقة، فإن الأمر يحتاج وقفة تحليلة ومتابعة مجهرية للردود الدبلوماسية بين المسؤولين في كلا القطبين، الصين وأمريكا. السفير الصيني لدى الولايات المتحدة عقب على التصريحات الأمريكية بشأن فرض الصين رسوما جديدة على المنتجات الأمريكية بقوله إن “بكين تُفضل حل النزاع التجاري مع واشنطن بالمفاوضات”. وعلى الرغم من كون تصريح السفير الصيني دبلوماسيا ومتزنا بمعيار العلاقات الدولية، إلا أنه يحمل في طياته الندية والقوة الاقتصادية الكبيرة التي وصلت إليها الصين لتكون ندا للاقتصاد الأمريكي، ولكن أي ند؟. الصيني أدلى بدلوه. ورد عليه جون سوليفان القائم بأعمال وزير الخارجية الأمريكي بقوله “التفاوض سيظل خيارنا المفضل، لكن التانغو رقصة ثنائية، سنرى ما الذي ستفعله الولايات المتحدة”.

سوف نعود في هذا المقال إلى موضوع رقصة التانغو، ولكن يجب أن نستحضر سؤالا مهما حول قضية الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، من المستفيد من هذه الحرب التجارية؟، ومن الخاسر؟ طبعا ليس المقصود هنا أي القطبين سيكون المستفيد وأيهما الخاسر، الصين أم أمريكا؟! إن العالم أصبح مرتبطا بشكل كبير في المنظومة التجارية مع توسع نطاق التجارة الحرة وتبادل المنافع التجارية. فالقارة الأوروبية تنتظر بشغف كل التطورات التي تتبع القرارات الأمريكية والصينية بشأن الرسوم على الواردات لكلا البلدين. فالفائض من الصدارات التي لن ترسل لأي من القطبين بسبب تلك القرارات، قد يكون في طريقة بسعر أرخص لعازف آخر على نغمات رقصة التانغو.

بلا شك، الرقصة هي بين اثنين. وطبيعي أن يكون الأثنان متلاحمين ومتلاصقين. ولكن هل من الضروري أن يكونا متحابين؟ إذا كانت الرقصة في ضواحي بيونس ايرس؟ نعم، تنتهي قصص الغرام عندهم بزواج واتفاق طويل الأمد. لكن الصينيين لا يعرفون يرقصون بتناغم وبخطوات موزونه كخطوات التانغو. وترامب قد يخطئ التقدير في وضع قدمه على قدم الصيني، فتتحول الرقصة الغرامية  من تانغو إلى تاكوندو.

 

ياسر المهري

رئيس التحرير

2018/04/05