الثلاثاء الأبيض

تناقلت وكالات الاخبار العالمية أخبار خسائر الأسهم في أسواق العملات العالمية مع بداية شهر فبراير وأتبعتها بتحليلات أقتصادية على أمل الحصول على توضيح بين لمسببات هذه الخسائر. وتسائل المذيع المخضرم في قناة ال CNN الامريكية “ريتشرد كويست” عن “مستقبل اسواق المال العالمية” بعد شرح مفصل استخدم فيه أحدث التقنيات التي رصدت تتابع أحداث الأسهم أبتداء من أقصى الشرق في اليابان وأستراليا مرورا بكوريا والصين إلى أن قرعت أبواب نيويورك لتفقد مؤشر “داو جونز” أكثر من 1800 نقطة لتسجل بذلك أدنى أنخفاض تصل إليه منذ أغسطس 2011.

ونحن على يقين في “ميديا إن” أن أغلب محللي الأقتصاد في العالم ولا سيما النخبة في الوطن العربي، سيحذون تباعا حذو الأستاذ “Quest” في التحاليل الاقتصادية عن مسببات هذه الخسائر وتبعاتها معللين في ذلك الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم والتوقعات بزيادة اسعار الفائدة وغيرها من المسببات الطبيعية وغير الطبيعية لارتفاع مؤشرات الاسهم أو انخفاضها.

ولكن السؤال الذي لم يسأله أحد في جميع هذه التحليلات العبقرية، أين ذهبت أموال الأسهم العالمية؟  فإذا باع عدد كبير من المستثمير في جميع انحاء العالم في وقت واحد كمية كبيرة من الأسهم فإنه من المنطقي أن يشتري عدد أخر من المستثمرين هذه الأسهم بمبالغ مالية، وإلا فانه لا بيع ولا شراء، بل مجرد عرض وطلب. ولكن ما حدث فعلا بالإمس كانت عمليات بيع مكثفة استدعت التوقف للاستماع بإمعان لأراء المحللين الاقتصاديين حول العالم. والسؤال يبقى بدون إجابة هو أين ذهبت هذ الاموال؟ فكما نلاحظ، فإن مؤشرات الاسهم العالمية حمراء كالدم. فإذا باع المستثمرون الاسهم، من الطبيعي ان يتم تحصيل مبالغ البيع. فإذا كان التحصيل في البنوك، فلا بد أن ترتفع قيمة اسهم تلك البنوك التي تكتدس بها مبالغ طائلة من المال والتي من المتوقع ان تبقى لفترة طويلة قد تتخللها عواصف إقتصادية متتالية.

إن السادس من فبراير لهذا العام صادف يوم الثلاثاء الذي سوف يطلق علية بعض المتطايرين ممن خسروا اموالهم، اسم الثلاثاء الأسود، ونتمنى لهم أن ينتعش ما تبقى من قيمة اسهمهم في موعد اقرب من موعد الثلاثاء الأبيض الذي قد نتطاير به بتاريخ 8 فبراير 2018.

 

ياسر المهري

رئيس التحرير

2018/02/07