يحكى أن

في سالف العصور، كان التتار يحاصر مدن وقلاع عربية. وكانت المدن تسقط الواحدة تلو الأخرى. إلى أن تم محاصرة قلعة بها قليل من الجنود والأطفال والنساء، ولم تكن لهم قدرة على مقاومة “جانكيز خان”. وكان لأحد المستشارين خدعة اراد تجريبها قبل الإستسلام. فأرسل ثلاثة من أفضل الجنود الذين يملكون مهارات خارقة في فنون القتال. فخرج الثلاثة لصيد الطيور والأرانب يتباهون بقدراتهم في مرمى من نظر جنود التتار. فاجتمع القوم على رأي واحد، إذا كان هؤلاء الجنود هم أقل رتبة ومنصب من الباقين في القلعة، وتم إرسالهم للصيد على الرغم من قدراتهم العالية، فما هي قدرات الباقين في الحصن. فقالوا، ويل للمغول من أمر حاط بهم. فعزم التتار على معاهدة القلعة بأنه لا ضرر ولا ضرار. فنجت المدينة بحيلة ذكية، فحفظت لنا إرث يتناقله الأجيال.

مال هذه القصة والاقتصاد؟ سؤال إيجابته تكمن في أن جل ما نتعلمه في حياتنا هو من القصص والروايات وضرب الأمثال. ولكن ما أعاد هذه القصة إلى ذاكرتي هو ما رأيته من أحد الاقتصاديين الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي. إنه الدكتور “معن القطامين”. فللقطامين مشاركات عدة في مجال الاقتصاد يدعوا فيها الحكومة الاردنية للعمل بجد لإنعاش الاقتصاد معتمدا في طرحة على نظريات اقتصادية تم تنفيذها بالفعل في دول أخرى ونجحت. وفي طرح أخير للدكتور معن، أتى بفكرة مكتملة الشرح أسماها (7 × 7  نهضة الأردن الاقتصادية). كان للرجل حضور مقنع، وحجة ظاهرة، لمن أراد الخير للأردن. ولكن إن كان الدكتور معن القطامي بهذا الوعي الاقتصادي والثقة في الرأي؟ فمن هناك في القلعة يعالج الأمور؟ فلابد  أن القوم لديهم نظرة ثاقبة، ومنهجية حازمة، وخارطة طريق واعدة. إننا في الإمارات والوطن العربي ننتظر بشغف تسهيل الإجراءات التي يتحدث عنها القطامين لتدفق الاستثمارات الأجنبية للأردن. على أمل أن نكون أول المستثمرين في عاصمة الاردن العريق “عمان”.

فأنا مواطن إماراتي أرى وأتابع الأحداث الاقتصادية التي تمر بالمنطقة، ثم أقارنها بما تم في بلدي الامارات، فأجد أن الاتحاد قوة، وما يدعو له الدكتور القطامين سهل وممكن تطبيقة. ونكن كثيرا من الاحترام والتقدير لملك الاردن وحكومته وشعبه الغالي. وأحمد الله كثيرا الذي من علينا بقيادة رشيدة تعي قدرات أبناءها وتوظفهم في المكان المناسب. إن الوطن العربي لديه الكثير من القدرات والثروات التي إن لم تستخدم في نهضة الوطن، باتت في مطامع الغير. وأهم ثرواتنا القومية هو رأس المال البشري، وتكاتفنا جميعا في حب الخير. ورحم الله والدي الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، الذي رباني ومن معي من جيل السبعينيات على حب الوطن العربي والوحدة والاتحاد.

 ياسر المهري
2018/03/01

عن Admin 02

شاهد أيضاً

الناجح يرفع إيده

خلال الأيام القادمة سينتهي الطلاب من السنة الدراسية 2022 – 2023 وتتوجه الأنظار إلى النتائج …